مسلمو الإيغور و قصة الهوية المفقودة

 مسلمو الإيغور


مسلمو الإيغور  وقصة منسية، أوكهذا
أريد لها، لإخوة لنا في الدين ضاعت 
تفاصيلها بين أطماع صينية و أهواء غربية  وتخاذل إسلامي  غلّب المصالح  على نصرة  العقيدة  و بناء 
الأمة الواحدة! 
أين يعيش الإيغور،  وما هي الانتهاكات التي يتعرضون لها، ولم يصمت العالم 
عن مأساتهم؟! 
هذا ما سنعرف بعضه في هذا المقال. 


تركستان الشرقية :
الدولة التي تسيطر عليها حاليًا: جمهورية الصين الشعبية
الموقع:

شمالاً: تحدها روسيا ومنغوليا

غرباً: كازاخستان، قرغيزستان، طاجيكستان

جنوباً: الهند (ولاية لداخ)، باكستان، أفغانستان

شرقاً: إقليم غانسو الصيني، ومنطقة التبت


الإحداثيات التقريبية لمركز الإقليم:
خط العرض: 41° شمالاً
خط الطول: 85° شرقاً

المساحة: حوالي 1.6 مليون كيلومتر مربع (أكبر أقاليم الصين مساحةً)

العواصم والمدن الرئيسية:

أورومتشي (العاصمة الإدارية التي تهيمن عليها الحكومة الصينية)

كاشغر (المدينة التاريخية والثقافية الأهم لدى (الإيغور)

هوتان وأقسو وتوربان


الطبيعة الجغرافية:

تتنوع بين جبال شاهقة (مثل جبال تيان شان)،

صحارى قاحلة (كصحراء تاكلامكان)،

وواحات زراعية قديمة كانت جزءًا من طريق الحرير التاريخي.

تاريخ مسلمي الإيغور


1. الأصول والجذور (قبل الإسلام)


الإيغور هم مجموعة تركية تعود أصولهم إلى القبائل التركية التي عاشت في آسيا الوسطى. ظهروا كقوة مؤثرة في القرن الثامن الميلادي عندما أسسوا خاقانية الإيغور (744-840م) في منغوليا الحالية، ولكنها انهارت بسبب الهجمات القرغيزية. بعد ذلك، هاجر الإيغور إلى تركستان الشرقية (حاليًا شينجيانغ) وأجزاء من آسيا الوسطى، حيث استقروا وأسسوا ممالك محلية.

2. دخول الإسلام (القرن العاشر - الخامس عشر)


في القرن العاشر، اعتنق الإيغور الإسلام بعد أن تأثروا بالدولة القراخانية التي كانت تحكم أجزاءً من آسيا الوسطى. أصبح الإسلام جزءًا من ثقافتهم وهويتهم، وتأثروا بالتصوف والفقه الإسلامي الحنفي. خلال هذه الفترة، ازدهرت مدنهم مثل كاشغر، ياركند، وخوتان، وأصبحت مراكز علمية وتجارية مهمة على طريق الحرير.

3. الحكم الصيني الأول والاحتلال المغولي (القرن الثامن عشر)


في عام 1759، ضمّ الإمبراطور الصيني تشينغ منطقة تركستان الشرقية إلى حكم الصين. حاول الإيغور مقاومة الاحتلال، لكنهم ظلوا تحت الحكم الصيني. بعد سقوط سلالة تشينغ عام 1912، استغل الإيغور الفوضى وأعلنوا استقلالهم مرتين:

1. جمهورية تركستان الشرقية الأولى (1933-1934)
لم تستمر طويلًا بسبب التدخل الصيني والروسي.


2. جمهورية تركستان الشرقية الثانية (1944-1949)
كانت مدعومة من الاتحاد السوفيتي لكنها سقطت بعد سيطرة الشيوعيين الصينيين بقيادة ماو تسي تونغ.



4. سيطرة الصين الشيوعية (1949 - حتى اليوم)


بعد استيلاء الحزب الشيوعي الصيني على الحكم عام 1949، تم دمج تركستان الشرقية رسميًا في الصين تحت اسم شينجيانغ، وتعني "الحدود الجديدة". منذ ذلك الوقت، واجه الإيغور سياسات استيعاب قسري وقمع ثقافي وديني، شملت:

الهجرات الصينية المنظمة: حيث نقلت الحكومة أعدادًا كبيرة من الهان (الأغلبية الصينية) إلى شينجيانغ لتقليل نسبة الإيغور على أرضهم. 

القيود على الإسلام: 
حظرت الحكومة الصينية مظاهر التدين مثل : الصيام في رمضان، الحجاب، التعليم الديني، وتم هدم المساجد والمواقع الإسلامية.

معسكرات الاعتقال: منذ 2017، احتجزت الصين أكثر من مليون إيغوري في معسكرات وصفتها بأنها "مراكز إعادة تأهيل" تهدف إلى محو الهوية الإيغورية واستبدالها بالثقافة الصينية.


5. الإيغور في الشتات والمقاومة


بسبب القمع، فرّ آلاف الإيغور إلى تركيا، كازاخستان، أوروبا، والولايات المتحدة، حيث ينشطون في حملات دولية للدفاع عن حقوقهم. تعتبر تركيا واحدة من أكثر الدول تعاطفًا معهم بسبب الروابط الثقافية واللغوية.
كيفية تعامل الصين مع مسلمي الإيغور

منذ سيطرة الحزب الشيوعي الصيني على تركستان الشرقية (شينجيانغ) عام 1949، تعاملت الحكومة مع الإيغور بسياسات متشددة تهدف إلى دمجهم قسريًا في الثقافة الصينية وتقليل هويتهم الإسلامية والعرقية. وقد تصاعدت هذه الإجراءات في العقود الأخيرة، خاصة بعد عام 2014 فيما سمّته الصين "حملة مكافحة التطرف".


---

1. القمع الديني والثقافي

أ. تقييد ممارسة الإسلام

حظر الصيام في رمضان، خاصة على الطلاب والموظفين الحكوميين.

منع الحجاب واللحى الطويلة باعتبارها "علامات تطرف".

إغلاق مئات المساجد، وهدم بعضها، وتحويلها إلى منشآت حكومية أو تجارية.

منع الأسماء الإسلامية مثل "محمد" و"فاطمة" للأطفال حديثي الولادة.

فرض مناهج تعليمية صينية تستهدف تقليل التعليم الديني وتعليم اللغة الإيغورية.


ب. محو الهوية الثقافية

تغيير اللغة الإيغورية في المدارس إلى الصينية الماندارين.

تدمير مواقع تاريخية إسلامية، مثل أضرحة العلماء والمساجد القديمة.

نشر دعاية تشجع الزواج بين الإيغور والهان (الأغلبية الصينية) لدمج الإيغور في المجتمع الصيني.




2. معسكرات الاعتقال وإعادة التأهيل

منذ عام 2017، بدأت الصين ببناء معسكرات اعتقال جماعية تحت اسم "مراكز إعادة التعليم"، حيث يُقدر عدد المحتجزين بما يزيد عن مليون شخص.

ما الذي يحدث داخل هذه المعسكرات؟

إجبار المحتجزين على ترك الإسلام وأداء طقوس الولاء للحزب الشيوعي.

إجبارهم على تعلم اللغة الصينية ونبذ لغتهم الأصلية.

تعذيب جسدي ونفسي للمعتقلين، وشهادات عن الاغتصاب والعنف الجنسي ضد النساء.

العمل القسري في مصانع صينية تصدر منتجات إلى الأسواق العالمية.




3. المراقبة الجماعية والتضييق الأمني

كاميرات التعرف على الوجوه تراقب الشوارع والمساجد، وتحدد تحركات الإيغور.

تطبيقات تجسس على الهواتف تراقب الأنشطة الدينية وتسجيل أي محادثات "مشبوهة".

التصنيف الأمني: الحكومة تصنف بعض الإيغور بناءً على سلوكهم، فإذا كان الشخص يصلي أو يزور مسجداً بانتظام، يُعتبر "متطرفًا"! 

توجد العديد من الشهادات والتقارير الموثقة التي تسلط الضوء على الانتهاكات التي تمارسها الصين بحق مسلمي الإيغور في تركستان الشرقية (شينجيانغ). هذه الانتهاكات تشمل الاعتقالات الجماعية، القمع الثقافي والديني، والعمل القسري. فيما يلي بعض الشهادات والتقارير الموثقة:




1. شهادات الناجين وأفراد العائلات

مدينة ناظمي: عضو في "منصة تركستان الشرقية"، أشارت إلى أن شقيقتها مولودة ذهبت إلى تركستان الشرقية للعناية بوالدتهما المريضة، لكنها لم تستطع العودة، مما يشير إلى القيود المفروضة على حرية التنقل للإيغور.

نور محمد أويغور: عضو آخر في المنصة، ذكر أنه فقد جميع أفراد أسرته تقريبًا بسبب ممارسات الصين، وهو يعيش في تركيا منذ عام 2016.



---

2. تقارير المنظمات الدولية والدول الغربية

في بيان مشترك، أعرب وزراء خارجية الولايات المتحدة، كندا، أستراليا، المملكة المتحدة، ونيوزيلندا عن قلقهم العميق بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في شينجيانغ. وأشار البيان إلى وجود أدلة على هذه الانتهاكات، بما في ذلك وثائق حكومية صينية، صور الأقمار الصناعية، وشهادات شهود عيان. وأكد البيان على وجود انتهاكات مثل القيود على الحريات الدينية، العمل القسري، الاحتجاز الجماعي في معسكرات الاعتقال، التعقيم القسري، والتدمير المنهجي لتراث الإيغور.





3. تقارير إعلامية وتحقيقات صحفية

وفقًا لتقرير نشره موقع "الشبكة نت"، تمارس الصين على إقليم تركستان الشرقية ذو الغالبية المسلمة انتهاكات لحقوق الإنسان، وتُتَّهم بمحاولة القضاء على الهوية الثقافية والدينية لمسلمي الإيغور، ووضع قيود صارمة على ممارسة الشعائر الدينية واللغة والعادات والتقاليد، وهدم المساجد والمواقع المقدسة، وكذلك الاعتقالات القسرية.




الخلاصة

هذه الشهادات والتقارير الموثقة تسلط الضوء على الانتهاكات الواسعة التي يتعرض لها مسلمو الإيغور في تركستان الشرقية، مما يستدعي اهتمام المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات فعّالة لحماية حقوقهم الأساسية.
صحيح،
أما العالم الإسلامي  فإن ردوده تفاوتت بين بيانات خجولة، 
ومواقف دبلوماسية محدودة، وتحركات فردية غير موحدة. بعض الدول والمنظمات الإسلامية أصدرت بيانات إدانة، أو دعت لاحترام حقوق الإنسان، لكن لم يكن هناك موقف جماعي حازم بحجم ما يواجهه الإيغور من قمع ممنهج.

المشكلة أن المصالح السياسية والاقتصادية مع الصين جعلت كثيرًا من الحكومات تتعامل مع الملف بحذر شديد. بينما على مستوى الشعوب، فقد شهدنا حملات تضامن، ونداءات لرفع الظلم، خاصة من جهات غير حكومية وعلماء مستقلين وناشطين.

 أما العالم الغربي، رغم ضجيجه الدائم حول حقوق الإنسان، لم يتخذ موقفًا حاسمًا ضد الصين بخصوص الإيغور، والسبب الأساسي باختصار: المصالح أولاً، والقيم ثانيًا (إذا بقي لها مكان أصلاً).

إليك أبرز الأسباب:

1. الاقتصاد فوق الأخلاق:
الصين شريك تجاري ضخم، وثاني أكبر اقتصاد في العالم. كثير من الدول الغربية تعتمد عليها في التصنيع والتوريد، من الهواتف إلى الأدوية. مواجهة الصين تعني خسائر اقتصادية ضخمة لا يرغب أحد بدفعها.


2. الخوف من التصعيد:
الصين ليست دولة ضعيفة يمكن الضغط عليها بسهولة. لها نفوذ عالمي، وجيش قوي، واستعداد للرد بالمثل. الغرب يحسب خطواته معها بالمسطرة.


3. ازدواجية المعايير:
نفس الغرب الذي أقام الدنيا على أوكرانيا، يهمس همسًا حين يتعلق الأمر بمسلمي الإيغور أو فلسطين أو اليمن. القضية ليست حقوق إنسان بقدر ما هي "هوية الإنسان".


4. المناورات السياسية:
بعض الدول الغربية تستخدم ملف الإيغور كورقة ضغط على الصين عند الحاجة، لكنها لا تذهب أبعد من ذلك. مجرد تصريحات إعلامية، ثم صمت.



في النهاية، المأساة أن الإيغور يقفون بين مطرقة الاستبداد الصيني وسندان الصمت الدولي. ومن المؤلم أن الغرب – الذي صدّع رؤوسنا بالديمقراطية – 
ما زال غير قادر على إقناعنا بالميزان
الذي يستعمله  في التعامل مع قضايا  المظلومين على هذه الأرض! 





تعليقات