هي حرب دينية هكذا قالوا!
اتحد الصليب والتلمود! وانتكس الهلال و قال المجرمون مرارا :
(هي حرب دينية.. !)
قالوها في السر و العلن ، تصريحا
وتلميحا ، في شعورهم و لا شعورهم !سهوا و قصدا !
ما انفكت العبارة تخونهم فتلفظها ألسنتهم وأقوام منا ما زالوا يعيشون الغفلة أو التغافل!
وينشغلون بلغو الحديث حينا و باللهو و الإلهاء أحيانا أخرى..!
و في الجانب الآخر رجال يجودون بكل ما يملكون في سبيل الله و المسرى ! الذي يصول فيه العدو ويجول متحديا أمة المليارين في صلف !
رجال يجاهدون في سبيل الله من أجل ارض مقدسة عزيزة اغتُصبت وحرمات هناك انتهكت.. !
فلكم الله يا رجالا يذودون عن شرف الأمة ،ويعيدون سيرتنا الأولى!يوم كنا أمة تبشر بخاتمة الرسالات التي حررت الإنسان من جور الأديان وظلم الحكام و تسلط أصحاب المال والجاه!
طبتم أحياء وأمواتا، يا رجالا أحرارا
انتفضوا على ظلم المحتل وإذلاله
وهم أصحاب الحق و الأرض!
في كل مرة! وفي مناسبات مختلفة وكثيرا خلال هذه الحرب الظالمة في غزة، أين اجتمعت الصهيونية بالمسيحية المتطرفة المنحرفة.. ! يخرج علينا ساسة الصهيونية والغرب المسيحي ليعلنوا أنها حرب دينية وجودية، وعلى هذا الأساس تداعوا من كل مكان لإعانة هذه الشرذمة المغتصبة سياسيا واقتصاديا وعسكريا..! بلا خجل ولا تأنيب ضمير ، وعندما تنادي أصوات بوجوب وقف إطلاق النار، ترفع أمريكا يدها في مجلس الأمن مستعملة حقها في الظلم والطغيان لتقول (لا) !
(لا) ضمنيا هي مزيد من التقتيل
وسفك دماء المدنيين العزل ، من النساء والأطفال والمرضى،. مزيد من التدمير لكل مقومات الحياة، مزيد من التهجير والنزوح.. من حرب الإبادة والتطهيرالعرقي الذي اعترفت به قيادات سابقة في جيش الاحتلال!
تطهير عرقي كامل الأركان موثق بالصوت والصورة!
فلا أحد رأى الفظاعة كما جاءتنا من غزة، القتل ثم القتل هو عنوان الحرب هناك، قتل بكل الألوان البشعة في المساجد و الملاجئ و المستشفيات!
في منازل المدنيين و أسواقهم وحقولهم، قتل الرضع والنساء والعجزة والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة!
تهجير ونزوح ثم حرق في خيام النزوح حتى التفحم.. !
تجويع حتى الموت!! ثم قصف مدمر
عند انتظار أكياس الطحين..!
دك المربعات السكنية بوحشية ثم استهداف لطواقم الدفاع المدني و سيارات الإسعاف والممرضين والأطباء!
كثير من الجرحى قضوا تحت الردوم نزفا! و القتلى تركوا بلا دفن فتحللت أجسادهم ، وما ضرهم ذلك فهم الشهداء بإذن ربهم!
حتى القطط والكلاب الجائعة اعتدت
على حرمة الموتى فنهشت ثم أكلت!
أما عن التعذيب في السجون والاغتصاب و انتهاك إنسانية الناس
بتعرية الرجال و إهانة النساء وترويعهم فحدث ولا حرج،
فكل ما سيقال قليل!
ثم ماذا بعد ، أمة المليارين نسمة خارج المكان والزمان والشعور؟!
ما اكتفى وسعها زمن هوانها إلا للتفرج والتحسر أما ردود الأفعال القوية فهي عنها بعيدة!
رغم ما تملكه من خيرات و مقدرات و شساعة مساحة، و موقع جغرافي خطير! ولكنها كثرة بلاوزن،
بلا عقيدة نابضة، بلا قضية،
بلا هدف، هي إذن الغثاء الذي يجرفه السيل في عنفوانه!
ورغم تخاذل
الأنظمة و جبنها وخيانة بعضها للقضية، ورغم العجز المحبط الذي
يحيط بنا ستظل معركة الطوفان
حدثا مفصليا فارقا في تاريخ هذه
الأمة! توجهه سنن كونية في التغيير والتبديل..!
ولعل كثيرا من الأصنام ستتهاوى مؤذنة بسقوط الطغاة ونهاية ليل الظلم البهيم ، ولعل النصر بات وشيكا، و إنا به مؤمنون، وعد من الحق تعالى للفئة المرابطة الظاهرة. ولن يخلف الله وعده.
﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾
[ غافر: 51]
تعليقات