ترويج الدراما لنمط الأسرة الغربية في بلاد المسلمين


    الدراما و ترويجها لنمط الأسرةالغربية في بلدان المسلمين:



لعقود من الزمن ، روجت الدراما الغربية لما كان يسمى عندنا بالأفلام الاجتماعية التي غزت الشاشات في البلدان العربية  والإسلامية ، مقدمة النموذج النمطي للأسرة الغربية في دعوة خبيثة لتقليدها بحجة  أنها النموذج الأمثل للاقتداء بما تتصف به
 من انفتاح و مرونة ...!! 
فالزوجة ترتدي (الجينز ) ،و تقود السيارة ، تدخن ، تغيب فترات طويلة عن البيت بسبب عملها، و لا بأس أن تواعد رجلا آخر و هي في عصمة 
زوج !!! 
الزوج  المتفهم المنفتح على متطلبات العصر..! ( المدجن ) يرتدي المريلة ، يعتني بالأبناء في غيابها ،  أو يفاجئها بطبخة لذيذة من صنع يديه ، عندما تعود إلى البيت ذات مساء ...!
البنت المراهقة ترتدي ملابس فاضحة وتصاحب من شاءت من الذكور ، و تواعد من شاءت ، و تسهر خارج البيت إلى وقت متأخر من الليل ، و كذلك الولد ...و يقدم هذا التفلت
في إطار جذاب وكأنه احترام لحريات الأولاد في ممارسة حقوقهم 
في عالم متحضر لا يبخس حق أبنائه في التحرر والاغتراف من مباهج الحياة بدو عقد ولا تزمت..!
نموذج غريب و مشوه ، لكنه راج في مجتمعاتنا الواقعة تحت وطأة الإنبهار ، بكل ما تأتي به رياح الغرب من غثِّ أو سمين... ! 
و صرنا نتعامل مع مفاهيم غريبة و دخيلة ، لا تمت بصلة لهويتنا و 
أعرافنا !
الرجل الغيور على عرضه ، و الذي ما زالت تسري الحميّة في عروقه على شرفه و عفة زوجته  و  بناته  أصبح اسمه المتسلط ، والمرأة التي تسخر وقتها واهتمامها   لتربية أبنائها ، وتختار مسؤوليتها كزوج و أم في بيتها على الخروج  سعيا وراء الوظيفة
، صارت عاطلة عن العمل ، والتي أنجبت أكثر من اثنين متخلفة ، لأن الإنجاب والرضاعة الطبيعية يقتلان جمال المرأة ! و كأن المرأة لم تخلق إلا للتعري و الغواية..! و  أضحى الحجاب و الحياء و العفة بقايا عصر ظلامي ولّى وفات وانتهت صلاحيته ..!  
وتعاون الجميع  أعداء الداخل والخارج على دفنه وطمسه..!
و الحقيقة التي سعى الجميع لإخفائها ، أن الأسرة الغربية هي التي فشت فيها العلل و قضت عليها ، تحت مظلة احترام الحريات الشخصية و حقوق الفرد في ممارستها  ،
باسم التحرر الجنسي أو الشذوذ ... حيث انتكست الفطرة و قُضي على العفة وتماسك الأسرة و مفاهيم  الأمومة و الأبوة والبنوة..!فالمرأة تضحي بأمومتها  من أجل الوظيفة و تحقيق الذات والنجاح في الحياة ..!و الأبناء يتمردون على الأسرة ،
وينفصلون عنها ، و يغرقون في ملذاتهم الخاصة، وفي خريف العمر  يقضي الآباء  أيامهم الأخيرة في استراحات العجزة..! الكل يعيش لذاته فقط ، و يتألم وحده متخبطا في بحار الاكتئاب والضياع والخواء...! 

أما الأسرة  المسلمة  فإنها رغم معاول الهدم المصوبة نحوها ،  و رغم كيد الكائدين ، و دسائس الداخل والخارج ما زالت تحافظ على تماسكها ، و قوة منظومة الأخلاق و القيم لديها .
الأسرة المسلمة هي ملاذنا  ومناط نجاتنا وقيامة  فلنحافظ عليها  ولنقف
في وجه  من يريد خلخلتها وتمييعها. 
 



عائشة مسعود





تعليقات